-A +A
فهيم الحامد (جدة) Falhamid2@
ماذا يريد نظام خامنئي من الفلسطينيين بعد خراب غزة، وتدميرها ومتاجرته بقضية فلسطين لتحقيق مصالح نظام الملالي، لتدمير الأمة الإسلامية وبث الفتن الطائفية، وإذكاء حروب المليشيا في سورية والعراق ولبنان واليمن.. إن نظام طهران له تاريخ طويل من المتاجرة بالقضية الفلسطينية بالأقوال والشعارات الرنانة لا الأفعال.. لقد ثبت للعالم حجم تلاعب نظام قم بالقضية الفلسطينية خطابياً، وتاجر بها لخدمة أجنداته الداخلية والخارجية، منذ توليه السلطة في عام 1979 زمن مؤسسة الخميني الإرهابية، الذي بدأ هذا الاستغلال التجاري المصلحي للقضية الفلسطينية في 7 أغسطس من عام 1979، أي بعد ستة أشهر من تسلمه السلطة.. لقد أكَّد الشعار الذي أطلقه خميني «الطريق إلى القدس يمر ببغداد» أن ملالي طهران يتاجرون بقضية العرب والمسلمين الأولى، قضية فلسطين، فلم يعمل الخميني وأتباعه من بعده على مدى 32 عاماً شيئاً من أجل تحرير القدس، وتبين أن دعوتهم لتضامن المسلمين تكون بالمظاهرات فقط، وإرباك الأمن الداخلي في البلدان الآمنة، أي بالشعارات والخطب الرنانة التي تدغدغ عواطف الشعب الإيراني. وجاء ت تصريحات قائد الحرس الثوري الإرهابي قاني لأمين حركة الجهاد في غزة التزام إيران بدعم الفصائل انعكاساً لإصرار النظام الإيراني على نفس الخطى للمتاجرة والسير في طريق المزايدة، فوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أخيراً بعد جهود عربية حثيثة، بحاجة ماسة إلى تثبيته والحيلولة دون انهياره، وليس بحاجة إلى لقاءات وتصريحات تأجيجية من هذا النوع تذكي الخلافات وتصب الزيت على النار، ومن ثم ستكون ثمارها كارثية ليس فقط على غزة، بل على القضية برمتها. ويبدو أن هذا هو الخطأ الإستراتيجي الذي سلكته بعض الفصائل الفلسطينية التي انجرفت وراء النظام الإيراني الذي لم يقدم لقضية الشعب الفلسطيني سوى المزيد من سفك الدماء والخراب والتدمير.. فهل آن الأوان أن تتراجع هذه الحركات عن السير في هكذا طريق، وأن تلتفت للمصلحة الفلسطينة العليا بدلاً من المصالح الآنية الضيقة التي تقود إلى التهلكة؟ الجميع مع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطيينة، والجميع مع إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، والرفض الشديد للاعتداءات المستمرة على حقوق الشعب الفلسطيني التي تعتبر انتهاكات خطيرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يقر بعدم الاستيلاء على الأرض بالقوة، ويحرم كل ما من شأنه أن يهدد السلم والأمن الدوليين والاستقرار في العالم، علاوة على تقويض فرص السلام في المنطقة والعالم، وكذلك تقليص فرص حل الدولتين وتعزيز العنف والتطرف ونسف كل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في المنطقة. الحرس الثوري الإرهابي يُحرّض.. يتواطأ.. يحشد الفصائل الفلسطينية ضد وقف إطلاق النار لخرقه، واستمرار المزايدة الإيرانية لخرق وقف إطلاق نار غزة.. هدف خامنئي القادم.